28/04/2014

‏إظهار الرسائل ذات التسميات فتاوى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فتاوى. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 3 يناير 2016

ماذا يفعل من تزوج بنتا وبعد الدخول لم يجدها بكرا ؟ للعلامة عبد العزيز بن باز







هذا له أسباب، قد تكون البكارة ذهبت بأسباب غير الزنا، فيجب حسن الظن - إذا كان ظاهرها الخير، وظاهرهاالاستقامة - فيجب حسن الظن في ذلك، أو كانت قد فعلت الفاحشة، ثم تابت وندمت وظهر منها الخير، لا يضره ذلك.
وقد تكون البكارة زالت من شدة الحيض؛ فإن الحيضة الشديدة تزيل البكارة – ذكره العلماء - وكانت تزول البكارة ببعض الوثبات – إذا وثبت من مكان إلى مكان، أو نزلت من محل مرتفع إلى محل سافل بقوة - قد تزول البكارة، فليس من لازم البكارة أن يكون زوالها بالزنا، لا.
فإذا ادّعت أنها زالت البكارة في أمر غير الفاحشة، فلا حرج عليه، أو بالفاحشة، ولكنها ذكرت له أنها مغصوبة ومكرهة، فإن هذا لا يضره أيضاً، إذا كانت قد مضى عليها حيضة بعد الحادث، أو ذكرت أنها تابت وندمت، وأن هذا فعلته في حال سفهها وجهلها، ثم تابت وندمت، فإنه لا يضره.
ولا ينبغي أن يشيع ذلك، بل ينبغي أن يستر عليها، فإن غلب على ظنه صدقها واستقامتها أبقاها، وإلا طلقها مع الستر، وعدم إظهار ما يسبب الفتنة والشر.

الأحد، 27 سبتمبر 2015

"فك السحر" للشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي

                                     بسم الله الرحمن الرحيم 


السؤال:هل يَجوزُ فَكُّ السِّحر بِالسِّحر؟ وإذَا كانَ الجَوَابُ لا، فما العمل وزَوْجِي مسحورٌ وقَدْ هَجَرَنِي وأولادي مُنْذُ سنين؟
الإجابة:الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلا يَجوزُ حَلُّ السِّحر عنِ المَسْحُورِ بِسِحْرٍ مِثْلِه؛ لأنَّ التَّداويَ إنَّما يكونُ بِالحلالِ والمُباح، ولم يَجْعَلِ الله شِفاء المُسلمين فيما حرَّم عليْهِم، وقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَام» ؛ رواه أبو داود من حديث أبي الدَّرداء - رضِيَ اللَّهُ عنه – وقال ابْنِ مسعودٍ - رضي الله عنه -: «إنَّ الله لَم يَجعَلْ شِفاءَكُم فيما حرَّم عليكم» ؛ رواه البُخاريُّ مُعلَّقًا.

ومن أعظم المحرَّمات السِّحر، فلا يَجوزُ التَّداوِي به، ولا حَلُّ السِّحْرِ بِمِثله؛ فَعَنْ جابرٍ - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ اللَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - سئل عن النُّشْرَة؟ فقال: «هِيَ مِنَ الشَّيطان» ؛ رواهُ أحْمد، قال الحسنُ: النُّشرة من السِّحر.

قال العلامة ابْنُ القيِّم - رحِمه الله تعالى - في "إعلام الموقعين": "والنُّشرة حَلُّ السِّحر عن المسحور، وهي نوعان: حَلُّ سِحْرٍ بسِحْرٍ مِثْلِه؛ وهو الذي من عَمَلِ الشَّيطان، فإنَّ السِّحْرَ مِنْ عَمَلِه، فيتقرَّبُ إلَيْهِ النَّاشِرُ والمُنْتَشِرُ بِما يُحِبُّ فيُبْطِل عملَه عن المسحور، والثَّاني النُّشرة بِالرُّقية والتعوُّذات والدَّعوات والأدْوِية المُباحة، فهَذَا جائزٌ بَلْ مُسْتَحَبٌّ، وعلى النَّوْعِ المَذْمُوم يُحمَلُ قوْلُ الحَسن: لا يَحلُّ السِّحرَ إلا ساحر". انتهى.

وقال الحكمي في "سُلَّم الوصول":
وَحَلُّهُ بِالوَحْيِ نَصًّا يُشْرَعُ        أَمَّا  بِسِحْرٍ   مِثْلِهِ   فَيُمْنَعُ
وعليه؛ فمَنِ ابْتُلِي بسِّحر فليتحلَّ بالصَّبر، وأن يلجَأَ إلى اللَّه - عزَّ وجلَّ - ويعتمِدَ عليه وَحْدَه في كَشْفِ هذا الضُّر، وأن يُعظِمَ الرَّغْبَةَ إليْهِ سبحانه، ويلحَّ عليْهِ بِالدُّعاء وقْتَ السَّحَر، وأَدْبارَ الصلوات، فإنَّه كاشف الضُّرِّ، ومُجيب دعوة المُضطَرّ؛ {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62]، مع أَخْذِه بالأسباب الشرعيَّة من الرُّقَى الشرعيَّة والأدعية النبويَّة ما يُبْطِل به هذا السِّحر، كما يُمْكِن الاستعانَةُ بِبَعْضِ أهْلِ الخَيْرِ والصَّلاح المختصِّين بِالمعالجة بالقرآن مِمَّنْ عُرِفُوا بالوَرَعِ والرُّقْيَة الشرعيَّة.

وليَعْلَمْ أنَّ في ذلك امتحانًا له؛ لِرَفْعِ درجاتِه عند الله إذا صبر واحتسب؛ فقدْ روى الترمذيُّ وابن ماجه من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: «إنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاءِ وإِنَّ اللَّهَ إذا أَحَبَّ قَوْمًا ابتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فلَهُ الرِّضَا ومَنْ سَخِطَ فلَهُ السَّخَطُ» "؛ حسَّنه الألباني في صحيح الترمذي.

ولْيَحْذَرْ كل الحذر من طَرْقِ أبوابِ السَّحرة والكَهَنَةِ والعرَّافين، ولْيَحذَرْ منْ سُؤالِهم أو تصديقهم؛ فإنَّ الدَّاء الحقيقيَّ عِنْدَهم والهلاكَ المبين في أيديهم، ففي صحيح مسلم أنَّ النَّبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «مَن أَتَى عَرَّافًا فسَأَلَهُ عن شَيْءٍ لَم تُقْبَلْ له صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» ، وفي مسند الإمام أحمد عن أَبِي هُرَيْرَةَ عن النَّبِيِّ - صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم - قَالَ:«مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بما يَقُولُ فَقَد كَفَرَ بما أُنْزِلَ على مُحَمَّدٍ» ؛ صحَّحه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
والله أعلم.

ماذا تقول إذا لقيت من تخاف؟ عبد اللطيف بن هاجس الغامدي

                                  بسم الله الرحمن الرحيم 
 



الحمد لله أمان الخائفين، وأنيس المستوحشين، وجابر قلوب المفزوعين، ورابط نفوس الوجلين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق، وأخشاهم للخالق، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: 
فقد تمرُّ بالعبد لحظات عصيبة، ومواقف رهيبة، يُلزم فيها بلقاء من يخاف بطشه، ويخشى نقمته، وتنقطع عنه أسباب النجاة الدنيوية، ولا يبقى له إلا الحبل الممدود إلى السماء، بالدعاء والرجاء، فهو يدعو القريب المجيب، الذي بيده مقاليد السماء والأرض، وأمره بين الكاف والنون، فهو الذي يجير ولا يجار عليه، فمن له غير الله، يكيد له، ويدفع عنه، ويصد عند كيد الكائدين، ويرد عنه مكر الماكرين، وينجيه من عدوه، ويحميه مما يخافه، فإلى الله المفزع، وفيه المطمع، وبين يديه المآب والمرجع!
وإليك أيها الحبيب ما تقرُّ به عينك، ويطمئن به قلبك، وتسكن به نفسك، من الأدعية المباركة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه الأخيار، ولم أستوفها في الحقيقة، وإنما أردت أن أعرض لبعضها لتوحي بغيرها، وأعرضت عن كثير من الأدعية التي وردت عن بعض السلف والعلماء والمجاهدين في مثل هذه المواقف، التي ترادفت عليهم فيها المتالف، ففزعوا إلى الله، وتضرعوا بين يديه، ولجأوا إليه، فكان النصر حليفهم، والفرج من بعد الشدة نهايتهم، والسعة من بعد الضيق خاتمتهم، وإليك ما وعدتك به، فمنها:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزى، قال: «اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي، وَأَنْتَ نَصِيرِي وَبِكَ أُقَاتِلُ» (صحيح الترمذي؛ برقم: [3584]).
وفي رواية: «اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي، بِكَ أَحُولُ، وَبِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أُقَاتِلُ» (صحيح أبي داود: [2632]).
وعن أبي بردة رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قومًا، قال: «اللَّهمَّ إنَّا نجعلُك في نُحورِهِم ونعوذُ بِكَ من شُرورِهم» (صحيح أبي داود؛ برقم: [1537]).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "إذا خافَ أحدُكم السُّلطانَ الجائرَ فليقُلْ:اللهُمَّ ربَّ السَّماواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، كُن لي جارًا مِن فلانِ ابنِ فلانٍ وأتباعِهِ مِن خلقِكَ؛ من الجنِّ والإنسِ؛ أن يفرُطَ عليَّ أحدٌ مِنهم، أو أن يَطغى، عزَّ جارُكَ، وجلَّ ثناؤُكَ، لا إلهَ إلا أنتَ" (صحيح موقوف، انظر: صحيح الترغيب والترهيب؛ برقم: [2237]).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "إذا أتيتَ سلطانًا مَهيبًا تخافُ أن يسطوَ بِكَ فقلِ: اللَّهُ أَكبرُ اللَّهُ أعز من خلقِهِ جميعًا اللَّهُ أعزُّ ممَّا أخافُ وأحذرُ أعوذُ باللَّهِ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هُو الممسِكِ السَّماواتِ أن يقعنَ على الأرضِ إلَّا بإذنِهِ من شرِّ عبدِكَ فلانٍ وجنودِهِ وأتباعِهِ وأشياعِهِ منَ الجنِّ والإنسِ اللهم كن لي جارًا من شرِّهم جلَّ ثناؤُكَ وعزَّ جارُكَ وتبارَكَ اسمُكَ ولا إلَهَ غيرُكَ ثلاثُ مرَّاتٍ" (صحيح موقوف؛ انظر: صحيح الترغيب والترهيب؛ برقم: [2238]).
وعن أبي مجلز لاحق بن حميد رضي الله عنه قال: "مَنْ خَافَ مِنْ أَمِيرٍ ظُلْمًا، فَقَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَبِالْقُرْآنِ حَكَمًا وَإِمَامًا أَنْجَاهُ اللَّهُ مِنْهُ" (صحيح موقوف، انظر: صحيح الترغيب والترهيب: [2/539 - 2239]).

هذا بعض ما ورد في الموضوع، والأصل الأصيل الذي لا يحتاج منا إلى دليل؛ أن الدعاء والتضرع بين يدي الله من أعظم أسباب النجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل من الآية:62].
إنه الله! ولا أحد سواه.. فعلِّق القلب بالرب، لتأوي إلى ركن شديد، والله على ما نقول شهيد.

أيهما أفضل ؟ "الذكر" أم "قراءة القرآن"؟ للشيخ محمد بن صالح العثيمين

                                                                  بسم الله الرحمن الرحيم 

          الحمد لله والصلاة والسلام على  رسول الله وبعد :


          السؤال:
          أيهما أفضل الذكر أم قراءة القرآن؟
الإجابة:
 المفاضلة بين الذكر والقرآن، فالقرآن من حيث الإطلاق أفضل من الذكر.

لكن الذكر عند وجود أسبابه أفضل من القراءة، مثال ذلك الذكر الوارد أدبار الصلوات أفضل في محله من قراءة القرآن، وكذلك إجابة المؤذن في محلها أفضل من قراءة القرآن وهكذا.

وأما إذا لم يكن للذكر سبب يقتضيه فإن قراءة القرآن أفضل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الرابع عشر - باب صلاة التطوع.

ما هو أفضل الذكر على الإطلاق؟


                         بسم الله الرحمن الرحيم
                                وبه نبدا ونستعين
       والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
 اما  بعد ..



                 السؤال:

                  ما أفضل الذكر إطلاقا؟ هل هو قراءة القرآن أم التهليل؟



     الإجابة:

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.  

اتفق أهل العلم على أن أفضل الذكر هو القرآن الكريم.
قال سفيان الثّوري رحمه الله تعالى: "سمعنا أنّ قراءة القرآن أفضلُ الذِّكر إذا عمل به" (فقه الأدعية والأذكار :1/50).


قال الإمام النووي: "اعلم أن تلاوة القرآن هي أفضل الأذكار والمطلوب القراءة بالتدبر" انتهى من (الأذكار:101) .
ولكن الجمع بين فضائل الأعمال من قراءة القرآن والأذكار أفضل عند التمكن منه.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:


"الشَّيْءَ إذَا كَانَ أَفْضَلَ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ لَمْ يَجِبْ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ فِي كُلِّ حَالٍ، وَلَا لِكُلِّ أَحَدٍ، بَلْ الْمَفْضُولُ فِي مَوْضِعِهِ الَّذِي شُرِعَ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ الْفَاضِلِ الْمُطْلَقِ، كَمَا أَنَّ التَّسْبِيحَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَمِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّشَهُّدِ فِي آخِرِ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءُ بَعْدَهُ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ" انتهى من (مجموعالفتاوى:24 / 236-237).


وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:


"قد يعرض للمفضول ما يجعله أفضل من الفاضل، مثاله: قراءة القرآن من أفضل الذكر، والقرآن أفضل الذكر، فلو كان رجل يقرأ وسمع المؤذن يؤذن، فهل الأفضل أن يستمر في قراءته أو أن يجيب المؤذن؟ هنا نقول: إن الأفضل أن يجيب المؤذن، وإن كان القرآن أفضل من الذكر، لكن الذكر في مكانه أفضل من قراءة القرآن الكريم؛ لأن قراءة القرآن غير مقيدة بوقت متى شئت فاقرأ، لكن إجابة المؤذن مربوطة بسماع المؤذن" انتهى من (لقاءات الباب المفتوح).


وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:


"الأوراد الشرعية من الأذكار والدعوات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم: فالأفضل أن يؤتى بها في طرفي النهار بعد صلاة الفجر وصلاة العصر، وذلك أفضل من قراءة القرآن؛ لأنها عبادة مؤقتة تفوت بفوات وقتها، أما قراءة القرآن فوقتها واسع".
انتهى من (مجموع فتاوى ابن باز:8 / 312)، وينظر أيضا: (26 / 72).
والله تعالى أعلى وأعلم.

الاثنين، 24 أغسطس 2015

فضائل كلمة التوحيد

                                                                     بسم الله الرحمن الرحيم   


السؤال
ما هو فضل ذكر لا إله إلا الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكلمة (لا إله إلا الله) أفضل الذكر بعد القرآن، صرح بذلك القرطبي، والطيبي، واستظهره ابن حجر، لما في الحديث: { أفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له. رواه مالك في الموطأ، وصححه الألباني. وفي حديث جابر مرفوعاً: أفضل الذكر لا إله إلا الله. رواه الترمذي، وحسنه الألباني. ولأنها مفتاح الإسلام وبابه الذي لا يدخل إليه إلا منه، وعموده الذي لا يقوم بغيره، وهي أحد أركان الإسلام.انتهى بتصرف من الموسوعة الفقهية.

وقد حاول جمع فضائل لا إله إلا الله غير واحد من العلماء؛ منهم الحافظ ابن رجب في رسالة مستقلة، وقد جمع الشيخ حافظ حكمي فضائلها، وشروطها، وما يتعلق بها في معارج القبول عند قوله في النظم:
وَقَدْ حَوَتْهُ لَفْظَةُ الشَّهَادَةِ ... فَهْيَ سَبِيلُ الْفَوْزِ وَالسَّعَادَةِ
مَنْ قَالَهَا مُعْتَقِدًا مَعْنَاهَا ... وَكَانَ عَامِلًا بِمُقْتَضَاهَا
فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَمَاتَ مُؤْمِنَا ... يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشْرِ نَاجٍ آمِنَا
ومما ذكره فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ, أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمِعَ مُؤَذِّنًا يَقُولُ: "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ. وَفِيهِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ, حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ. وَفِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ الْآتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ. متفق عليه. وَهِيَ سَبَبُ دُخُولِ الْجَنَّةِ, كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ, وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ؛ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ.متفق عليه. وَفِي رِوَايَةٍ: أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ. وَهِيَ أَفْضَلُ مَا ذُكِرَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِهِ، وَأَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, كَمَا فِي الْمُسْنَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ نُوحًا -عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَ لِابْنِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ: آمُرُكَ بِلَا إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ؛ فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعْنَ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ؛ لَرَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ كن حلقة مبهمة لقصمتهن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. رواه أحمد، وصححه الألباني ، .. وَفِي التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ. وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا, كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظْلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ. فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً, وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ, فَيُخْرِجُ بِطَاقَةً فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَقَالَ: فَإِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ, فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ, وَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى شَيْءٍ. قَالَ التِّرْمِذِيُّهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، وصححه الألباني.
فراجعيه فإنه فريد في بابه، والكتاب متوفر على الشبكة، والمكتبة الشاملة، وغيرها.
وكذا كتاب: " الكلمة المقدسة " للشيخ محمد إسماعيل السكندري -حفظه الله-
رزقنا الله وإياكم الحياة والممات على الشهادة.
والله أعلم.

الجمعة، 14 أغسطس 2015

هل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الف مره تحرم جسد الانسان على النار ؟؟!

                                                                       بسم الله الرحمن الرحيم 



السؤال
ما الطريقة الصحيحة للصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم  وإن صليت عليه ألفا هل يحرم جسدي على النار
أريد فوائد لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم  في المنام
هذا أول سؤال أسأله لكم ولكن ستقوى صلتي بكم إن شاء الله

الإجابــة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الطريقة الصحيحة في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي ما ورد في السنة الصحيحة عنه صلى الله عليه وسلم وهي الأكمل والأفضل.
فعند ما أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً] (الأحزاب:56) سأل الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فقال لهم: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. رواه البخاري ومسلم.
وهذا في الصلاة، وأما خارج الصلاة، فالأمر واسع إن شاء الله تعالى، ويمكن للمسلم أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بكل كيفية تؤدي الغرض،
وإن كان الأفضل أن يصلي بالكيفية المأثورة وقد تقدمت ويدعو بالأدعية الواردة في القرآن والسنة.
ولا شك أن كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم القربات إلى الله تعالى، فقد روى الترمذي عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة.. جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه.. قال أبي: قلت يا رسول الله: إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
قال العلماء في شرح هذا الحديث: "فكم أجعل لك من صلاتي" أي فكم أجعل لك من دعائي الذي أدعو به لنفسي صلاة عليك.
وفيه أيضا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة، ومن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا أو كتب له بها عشر حسنات.
فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال والقربات إلى الله تعالى.
وأما بخصوص عدد الألف الذي ذكرت وهل من فعل ذلك يحرم جسده على النار، فلم نقف له على دليل.
وبخصوص رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بأوصافه المعروفة الثابتة في السنة فلها فوائد عظيمة وهي دليل على صلاح الرائي ومحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فإن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فهو كمن رآه يقظة، لأن الشيطان لا يتمثل به صلى الله عليه وسلم فقد ورد في الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي.
والله اعلم .

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

الكثير من الناس لا يعرف ما يقال في صلاة الجنازة

                                                                  بسم الله الرحمن الرحيم 

صفة صلاة الجنازة

التكبيرة.الاولى:.. الفاتحة

.التكبيرة الثانية: .. الصلاة الإبراهيمية .. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم

وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد 


مجيد

التكبيرة الثالثة :.. يدعو للميت بما ورد من أدعية , ومن ذلك قول : (( اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه 


واعفُ عنه ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدَنَس , وأبدله داراً خيراً من داره , وأهلاً 

خيراً 

من أهله , وزوجاً خيراً من زوجه ، وأدخله الجنة , وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار

.والتكبيرة الرابعة .:.ثم يقول "اللهم لا تحرمنا أجره ولا تَفتِنـّا بعده" ويدعو للميت ولجميع المسلمين 


وينهي صلاته بالتسليم.

في نهاية الصلاة تسليمة واحدة ناحية اليمين ،


إذا تعلمت منها أنشرها ليستفيد غيرك لا تدعها تقف عندك الدال لي الخير
كفاعله

الأحد، 9 أغسطس 2015

موقف طالب العلم من كلام العلماء بعضهم في بعض

                                                                       بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
السؤال
نلاحظ الكثير من العلماء الأجلاء يطعنون في بعض، فما العمل في هذه الحالة؟ هذا أثابكم الله.

الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في أهل العلم عفة اللسان، وسلامة الصدر من الضغينة، وأنهم يتحابون ولا يتباغضون ويتوالون ولا يتعادون، ولكن قد ينزغ الشيطان بينهم؛ إذ هم غير معصومين فيقع منهم طعن بعضهم في بعض لتأويل أو اجتهاد أو لغير ذلك، فالواجب حينئذ هو إحسان الظن بهم، وموالاتهم جميعا، وطرح كلام بعضهم في بعض؛ إذ كلام الأقران كما قيل يطوى ولا يروى، فنستغفر لهم جميعا، ونستفيد من علمهم جميعا، ونغض الطرف عن زلاتهم ومساويهم، ونحمل ما يقع منهم من ذلك على أحسن المحامل، ونجتهد في إصلاح أنفسنا مخرجين أنفسنا من هذه العداوات والإحن التي لا يسألنا الله تعالى عنها، هذا هو المسلك السوي الذي يسلكه العامي وطالب العلم مع ما يقع من طعن العلماء المشهود لهم بالعلم والديانة بعضهم في بعض، قال الحافظ الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ: كلام الأقران بعضهم، في بعض لا يُعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنَّه لعداوة أو لمذهب أو لحسد، ما ينجو منه إلا من عصم الله، وما علمتُ أنَّ عصرًا من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لسردتُ من ذلك كراريس. انتهى، وقال تاج الدين السبكي ـ رحمه الله ـ: ...فكثيرًا ما رأيت من يسمع لفظة فيفهمها على غير وجهها، فيغير على الكتاب والمؤلف ومن عاشره، واستن بسنته، مع أن المؤلف لم يُرِدْ ذلك الوجه الذي وصل إليه هذا الرجل، فإذا كان الرجل ثقة ومشهودًا له بالإيمان والاستقامة، فلا ينبغي أن يُحمل كلامه وألفاظ كتاباته على غير ما تُعُوِّدَ منه، ومن أمثاله، بل ينبغي التأويل الصالح، وحسن الظن الواجب به وبأمثاله. وقال أيضًا رحمه الله: ينبغي لك أيها المسترشد أن تسلك سبيل الأدب مع الأئمة الماضين، وأن لا تنظر إلى كلام بعضهم في بعض، إلا إذا أتى ببرهان واضح، ثم إن قدرت على التأويل وتحسين الظن فَدُونَك، وإلا فاضرب صفحًا عما جرى بينهم، فإنك لم تُخْلَق لهذا، فاشتغل بما يعنيك ودع ما لا يعنيك، ولا يزال طالبُ العلم عندي نبيلاً حتى يخوض فيما جرى بين السلف الماضين، ويقضي لبعضهم على بعض، فإياك ثم إياك أن تصغي إلى ما اتفق بين أبي حنيفة وسفيان الثوري، أو بين مالك وابن أبي ذئب، أو بين أحمد بن صالح والنسائي، أو بين أحمد بن حنبل والحارث المحاسبي، وهلُمَّ جرًّا إلى زمان الشيخ عز الدين بن عبد السلام والشيخ تقي الدين ابن الصلاح، فإنك إن اشتغلت بذلك خشيتُ عليك الهلاك، فالقومُ أئمةٌ أعلام، ولأقوالهم مَحامِلُ ربما لم يُفهم بعضُها، فليس لنا إلا الترضي عنهم، والسكوتُ عما جرى بينهم، كما يُفعل ذلك فيما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم. انتهى.
مع التنبه إلى أن الفصل بين أهل العلم والقضاء بينهم ليس إلا لمن كان مثلهما أو أعلم منهما، وقد نقل في ترتيب المدارك عن الأبياني قوله: إنما يفصل بين عالمين من هو أعلم منهما، فمن ضبط هذه القواعد وأحكمها اشتغل بنفسه وإصلاحها واستفاد من العلماء كلهم وأعرض عما يقع بينهم من التطاعن ونحو ذلك حاملا لكلامهم على أحسن المحامل ملتمسا له أحسن وجوه التأويل. اهـ
والله أعلم.


مصدر هذه الفتوى هو موقع اسلام ويب
الموقع المعروف والموثوق .
الموقع المعروف والموثوق

الخميس، 23 يوليو 2015

أقوال العلماء في حكم الاحتفال بأعياد الميلاد

                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد سئل الشيخابن عثيمين: عن حكم أعياد الميلاد؟ فأجاب بقوله: يظهر من السؤال أن المراد بعيد الميلاد عيد ميلاد الإنسان، كلما دارت السنة من ميلاده أحدثوا له عيدا تجتمع فيه أفراد العائلة على مأدبة كبيرة أو صغيرة، وقولي في ذلك أنه ممنوع، لأنه ليس في الإسلام عيد لأي مناسبة سوى عيد الأضحى، وعيد الفطر من رمضان، وعيد الأسبوع وهو يوم الجمعة، وفي سنن النسائي عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كان لأهل الجاهلية، يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم، المدينة قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد بدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى.
وقال: تخصيص الأيام، أو الشهور، أو السنوات بعيد مرجعه إلى الشرع وليس إلى العادة، ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر ـ ولو أن الأعياد في الإسلام كانت تابعة للعادات لأحدث الناس لكل حدث عيدا ولم يكن للأعياد الشرعية كبير فائدة.

وبالتحريم أفتى الشيخ عبد العزيز بن باز، واللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة، فلا يُنقض القول بتحريم أعياد الميلاد بإثبات كون أعياد الميلاد ليست تشبها بالكفار ـ على فرض التسليم بهذا ـ والذي نفتي به في الشبكة الإسلامية هو القول بتحريم الاحتفال بأعياد الميلاد،




Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More